طباعة

تاريخ و تراث

إن بنزرت الفينيقية أو "هيبـوأكرا "  كانت مركزا تابعا لأوتيكا. وقد غزاها القائد الصقلـي "أغـاطـوكل" سنة 309 قبل الميلاد في حملته على قرطاج.  فلما انتصرت روما هدمت "هيبــو" وألحق ترابها بأوتيكا.  وعند حلول "يوليوس قيصـر"  ببنزرت،  ضمها إلى الإمبراطورية الرومانية و أطلق عليها اسم "هيبـودياريتـوس".  ولما تدهور حكم الرومان احتل "جانسريق" زعيم الفندال "هيبو" و ذلك باستنجاد من "بونيـفاس" سنة 439 م. ولم يدم ملك الفندال طويلا بالبلاد رغم سيطرة "جـانسريق" وابنه "هانريق" على كامل المنطقة المتوسطية إذ تم احتلال البلاد من قبل بيــزنطة سنـة 534 م

وقد فتحــها للعرب القائد معاوية بن حديج الذي كان مقاتلا في جيش عبد الملك بن مــروان سنة 41 هـ ( 661 م). وسماها القائد حسان بن النعمان سنـــة 698 م باسمها الحالي بنزرت وأقام فيها رباطا لردّ الهجـــومات المفاجئة للروم. وأصبحت بنزرت منذ ذلك الحين مدينة عربية مسلمة. وإثر غزوة الهلاليين وانحلال الحكم الصنهــاجي بالمهدية أقام القائد الورد اللخمـــي من ملوك الطوائف ببنزرت دولــــة بني الورد وحصن مدينتـها ونظم شؤونها  ودام حكمها 151 سنة ( من سنة 404هــ إلى 555هـ / 1013م إلى1160م). وقد شهدت بنزرت في العهد العثماني نهضة عمرانيّة واقتصادية مكنتها من تبادل البضائع بين التونسيين والأوروبيين وخاصة بعد حفر القنال وتهيئة الميناء العسكري والتجاري، الأمر الذي جعلها على كفاءة عالية من الدفاع والمراقبة.

    وموقع بنــزرت الاستراتيجي جعلها ملتقى لمختلف الحضارات التي توالت على حوض البحر الأبيض المتوسط، مما ترك فيها آثارا عمرانية وعسكريــــة تزخــر بها إلى اليوم